يا سيدتي ما عادت تخيفني.. وما عدت اجزع منه.. فهو راحتي بعد تلك المسافة الطويلة في هذه الحياة.. بعد كل ذلك الكم من التعب.. والشقاء.. والعناء.. والبكاء.. فلا تحزن.. ولا تبتئس.. ولا تذرف دموعك هناك.. عند شاطئ البحر .. ولا تخبر البحر بنبأ رحيلي.. فهو اشدكم حزنا علي.. واهو اكثركم معرفة بي.. فلا تُبكيه..ولا تَبكي علي.. فقط امنحيني قصيدة شعرية واهدني اياها على ضفاف شواطئ احزاني واكتب على رمال الطريق واعترف ولو لمرة بأنني كنت اعشقك وانني كنت احبك حبا جما وانني بكيتك حد الهلاك وانني احببتك حتى الممات.. ومع موت الهمسات... لا تحـــــــزن... ولا تستسلم لنبأ رحيلي.. ولا تجعله يهز تلك الاعماق الرائعه فيك.. ويخيل الي بان رحيلي سيكون قاس عليك.. فقد يذهلك.. وقد يزعجك.. وقد يرعبك.. وقد يؤلمك.. وقد يزلزلك.. وقد ينسفك.. وقد يكسرك.. وقد يبعثرك.. لا تحـــــــزن... بعد رحيلي.. وقف على قبري وتلو عليه الفاتحه.. وتلو سورة يس والواقعه.. وقف هناك وحدثني.. وحاورني كما عودتني.. واخبرني باخبارك واخبارهم.. وكيف جرت بك الدنيا من بعدي وبعدهم.. وكيف اصبحت الدنيا بعد غيابي.. وكيف اصبح لون الايام بعد رحيلي.. وكيف حال الاشعار من بعدي.. وكيف باتت خواطري... ولا تبكي.. حين تتذكر تفاصيلي.. ولا تنهار بدموعك حين تتذكر بانني ماعدت هناك.. ما عاد هناك من ينتظرك بشغف.. وينتظرك بخوف.. وينتظرك بحنين.. وينتظرك بشوق.. وينتظرك بألم.. وينتظرك.. وينتظرك.. وينتظرك.. وانت في حرقة من زحمة اقدارك تفكر في ذلك القلب الذي احرقه انتظارك.. ما عاد هناك من يبكي اللحظات بدونك.. وما عاد هناك من يشكي مرور الوقت في غيابك.. وما عاد هناك من يحصي الثواني للقايك.. لا تبكي لان الدنيا حرمتك مني.. فقد حرمتني منك قبلا.. لا تبكي .. فأنت من فتح لي ابواب قلبه في لحظة صدق.. ووهبني الحب بلا تردد.. ومنحني الآمان بلا حدود.. وغمرني باحلامه.. وغمرني بعطائه.. ورممني.. ورمم مشاعري المسفوكة.. ورمم أحلامي المسوريورة.. واعاد صياغتي من بقاياي الحزينة.. لا تبكي.. لا تبكي.. لأنك فاجئتني يوما بالرحيل.. وتلاشيت في الهواء كبخار الماء.. وودعتني في صمت هادئ كالغرباء.. وقبل ان تنتهي الهمسات.. شكــــرا لاانك وهبتني ولو للحظات.. قلبك.. وصبرك.. وحلمك.. وحرفك.. وصوتك.. وعطفك.. وحنانك.. ^*^ يقولون يا سيدتي بأن المسافه بين الميلاد والموت تقاس بعدد الايام التي احببت فيها